مكانة المرأة في الإسلام

مدخل :
في غابر الزمان ، وفي أيام الجاهلية كانت المرأة في حالة متناهية من الذل والحقارة لدرجة أنها كانت محرومة من الميراث ، وأنها كانت تُعامل كجارية ، ليس لها حقوق ، وليس لها دخل فى أي شأن مهما كان وكان الرجل إذا بُشِّر بأنثى ظل وجهه مُسودّا وهو كظيم وكأن صاعقة نزلت به ، يتوارى من القوم من سوء
ما بشّر به أيمسكه على هون أم يدسّه في التراب .
كان هذا هو الوضع المهين الذي كانت تعيشه المرأة أيام الجاهلية الأولى وهو نفس المصير الذي يريد الغرب لها اليوم فهم يريدونها سافرة متبرجة آلة في أيديهم يستعملونها متى شاؤوا .
الإسلام والمرأة :
بعد أن بعث محمد صلى الله عليه وسلم وطلع نجم الإسلام تنفست المرأة الصعداء وبدأت تشعر بشيء من الطمأنينة والأمان ، فقد استرجعت حقوقها كاملة ، ورأت نفسها تشارك الرجل في الميراث ، وصار لها حق فى حضور مجالس الحكم ، والإدلاء بآرائها ، عند ذلك أدركت عزتها وشرفها ، وأخذت تمارس دورها فى بناء صرح الإسلام ، وإعلاء كلمة الله ، وفتح البلاد ونشر الدين وترسيخ الحضارة الإسلامية ، ابتغاء مرضاة الله حتى علا نجمها و صارت تضاهي الرجال في السمعة والشهرة والعلم ليأتى الرجال إليها ويتتلمذوا على يديها فتنتج منهم علماء أجلاء للأمة الإسلامية ، ففي كتبهم شهاداتهم على ذلك ، كل هذا تحت ظل الإسلام الذي ليس فى الدنيا ما يماثله من الأديان ولا ما يقاربه ، أنصف المرأة حتى صارت سورة كاملة فى القرآن الكريم تحمل اسم ( النساء ) وأوصى النبي عليه الصلاة والسلام بهن حيث قال : ( أوصيكم بالنساء خيرا ) ثلاث مرات ، وبهذا الإجلال العظيم اكتسب الإسلام أعدادا هائلة من غير المسلمين انضمت إلى صفوفه وساهمت فى نشره بين الآخرين .
دور المرأة في نشر الدين الإسلامي :
عندما رأت المرأة هذا الإكرام العظيم من الدين الإسلامي قررت أن يشاركها هذا الإكرام باقي نساء العالم فأخذت تنشر الدين بينهن عاملة بقوله عليه الصلاة والسلام لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ) محاولة أن يسلم على يديها كل من تستطيع ومن لا يستجيب لها تأتي إليه ومعها الجيوش الجرارة وهي فى صدارته تقاتل بشجاعة ، فمما تحويه الكتب وصفحات التاريخ حكايات لنساء أبدين بطولات نادرة تعجّب منها الرجال وصارت مفاجأة عليهم ، وأيضا – كما ذكرت آنفا – تخرج على يديها كبار العلماء وأجلاّئهم الذين بلغوا في العلم مبلغا عظيما فقد كان كبار الصحابة كابن عباس وابن عمر وغيرهما يأخذون الأحاديث عن أمهات المؤمنين خصوصا عائشة رضي الله عنهم جميعا .
وهكذا أصبحت المرأة قد ساهمت فى نشر الدين واشتهرت كل منهن بشيئ فقد اشتهرت بعضهن بالعلم و بعضهن بالزهد والورع والتقوى وبعضهن اشتهرن بالذكاء الخارق .
ومن العجب أن معظم العلماء - إن لم يكن كلهم – تربوا على أيدي أمهاتهم فهن من أخذ بأيديهم منذ الصغر وهن من عوّدوهم ملازمة العلماء وهن من غرس حب العلماء في قلوبهم إلى أن بلغوا هذه المكانة السامية والراقية من العلم .
وما زالت النساء على هذا النحو من إعلاء لكلمة الله وإنتاج للعلماء المتقنين علومهم مستعينات بالله تعالى إلى أن قدّر الله سقوط الخلافة الإسلامية فى القرن العشرين .
الغرب والمرأة :
في أواسط القرن الماضى - القرن العشرين – عقب سقوط الخلافة العثمانية الإسلامية رأى الغرب مدى العز والشرف التي تتمتع به المرأة المسلمة فى ظل الإسلام ورأوا نسائهم ليس عندهن أدنى ماعند النساء المسلمات من العز والشرف فأرادوا أن يضربوا المسلمين من أمنع حصن فبدأوا يخططون لشن أكبر هجوم عرفه المسلمون فبدأوا يُظهرون أن المرأة فى الإسلام مظلومة وأنهم سيحررونها وغير ذلك من الترّهات والإدّعاءات والأكاذيب الباطلة ، والحقيقة أن نساءهم هن المحتاجات إلى التحرير من الذل ، وأكبر دليل على هذا شكواهن كل يوم من الضيق والإنحباس الصدري وعدم السعادة ومع ذلك يدعون النساء المسلمات إلى مثل هذا وأكثر منه .
واليوم يشهد كثير من النساء واللاتي يعشن فى أوروبا وأمريكا على النتائج السيئة التي ترتبت على خروج النساء من بيوتهن وسفورهن ، حتى أن معظم من يعيش في الغرب أولاد حرام ، والعياذ بالله .
خاتمة :
وفي الختام أتوجّه بالنصيحة لمن يلهثون وراء الغرب أن هدّؤوا من أعصابكم فليس أمامكم سوى الندامة والحسرة وأن ما تطلبون نبذتموه وراء ظهوركم فلا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة .
أسأل الله تعالى أن ينقذ النساء المسلمات من هذه المواجهة ومن هذا الهجوم الذي لا يعلم مصيره إلا هو .


والله أعلــــــــــم