الرئيسية
جامعة شرق أفريقيا
كلية الشريعة والدراسات الإسلامية
المستوى الرابع
جغرافية الصومال
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وبعد ...
لقد أنعم الله على الأمة الإسلامية عموما والأمة الصومالية خصوصا بهذا الموقع الإستراتيجي المهم الذي يدرّ عليهم أموالا طائلة ، ومع ذلك فإن هذه المنطقة تعيش حالة سيئة وفي وضع حرج ، لذلك كان من الواجب على الأمة أن تنهض بكل ما تستطيع لتنبيه الناس إلى الخطر الذي يداهم هذه المنطقة ، وهذا البحث هو من محاولات بعض المقصرين في تنبيه من لم ينتبه إلى الخيرات والثروات التي باتت تملأ أرجاء الصومال .
خطة البحث :
لقد قسمت بحثي هذا إلى خمسة فصول تحت كل منها عدة مباحث وهي كما يلي :
الفصل الأول : تحدثت فيه عن جغرافية الصومال وأهمية الموقع الإستراتيجية من ناحيتين السياسية والإقتصادية .
الفصل الثاني : تحدثت فيه عن أهم الثروات الصومالية ومدى استغلالها من قِبل الصوماليين
الفصل الثالث : في هذا الفصل تحدثت عن الساحل الصومالي المنقسم إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي ومدنها التي تطل عليها
الفصل الرابع : تحدثت فيه عن التقسيم الإداري للأقاليم ، وكيف تعددت هذه الأقاليم على مرّ السنين
الفصل الخامس : تحدثت عن مناخ الصومال من حيث درجة الحرارة والأمطار وتأثير الخط الإستوائي عليها
وبهذا لخصت ما يمكن تلخيصه ، وأرجوا أن أكون قد أضفت إلى المكتبة الإسلامية والتراث الصومالي بعضا أو قليلا من المعلومات ، مع أني أعترف بتقصيري ، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .
وفيما يلي أبيات شعر قليلة تفصّل كيفية تقسيمي لهذا البحث :
بحيثي هذا في تمام التواضــع * ولم أبلُهُ إلا كثير التضـــــــعضع
ولكنـــه رِيّ لجاهل أرضـــــــــــــــه * وطالب علم فيه دون ترفــــــــــــع
وفيـه فصـول خمسة رتبتــــــــها * حسب الحوائج فاستلم بتبــــــرع
أولـــها عن اســتراتيـجــيـــــــــــــــةٍ * لبلدي المصــاب بالتــــــــفـــــــــــرع
تاليـه عن ثرواتــــــــــــــها الكثيرة * مملوءة في أرضها بتنــــــــــــــطع
ثالثـــها عن بحـــــــــــــــرها المحيط * والأحمر المملوء بتنـــــــــــــــــــوع
رابعــــها عن أقاليـــــــــــــــــــم البـــلد * نلقي عليها نظرة بتســـــــــــــــرع
والخامس عن المناخ في الوطن* ندرســها دراســـة تقطــــــــــــــــــــع
وبالله التوفيق ...
المؤلف
بتاريخ 2010-06-20
الفصل الأول : الموقع الجوغرافي
المبحث الأول : موقع الصومال
تقع جمهورية الصومال بين خطي عرض 2 جنوبا و12 شمالا بالنسبة لخط الإستواء ، وتمتد شرقا من المحيط الهندي عند خط طول 51 شرق جرينتش إلى أن تصل خط الطول 35 شرقا .(1)
تقع جمهورية الصومال في شرقي أفريقيا ، في المنطقة المعروفة بالقرن الإفريقي ، يحدها من الشمال خليج عدن وجمهورية جيبوتي ، ومن الجنوب كينيا ، ومن الشرق المحيط الهندي ، ومن الغرب إثيوبيا . (2)
وهي عبارة عن شبه جزيرة مثلثة الشكل (3) ، وتشغل منطقة القرن الأفريقي، وسميت بالقرن الأفريقي لوقوعها في قرن أفريقيا (4) ، في مكان يشبه الرقم (7) باللغة الإنجليزية .
المبحث الثاني : استراتيجية الموقع من الناحية السياسية
لهذا الموقع أهمية استراتيجية كبيرة ، لأنه منفذ بحري للقرن الأفريقي الذي يربط جمهورية الصومال بالعالم الخارجي ، لذا تنافــــــــس الإستعمار في بسط نفوذه على الصومال . (5)
مما لا شك فيه أن موقع الصومال الإستراتيجي العام كان وما يزال له أعظم الأثر في بنائه السياسي في الماضـي والحاضر ، وأن هذا الموقع المهم قد جنى عليه وعلى أبنائه ، إذ أنه فى النهاية أدّى إلى تمزيق هذا القطر المنكوب (6) .
[ 1 ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جوغرافيا [ الصف الإعدادي الثاني ] ص 7
(2) المصدر السابق ص 8
(3) ماذا يحدث في الصومال ص 16
(4) مسلسل التاريخ الصومالي جـ 1 ص 9
(5) جوغرافيا [ الصف الإعدادي الثاني ] ص 8
(6) بحث : موقع الصومال الإستراتيجي
هذا الساحل الطويل اذي تتمتع به الصومال له آثاره الإيجابية على كون الصومال دولة تملك الإكتفاء الذاتي وتستطيع الإعتماد على نفسها وحماية بيضتها ، لذلك السبب نرى الأعداء يتربصون بنا للوثوب على سواحلنا وعلى خيراتنا وثرواتنا .
المبحث الثالث : استراتيجية الموقع من الناحية الإقتصادية
بحكم كون الصومال مشرفا على ممر مائي مهم للعالم ، فقد عاد التنافس الخارجي والصراعات المختلفة على هذا القطر بصـــنوف من الإحتلال عبر التاريخ . (1)
وعلى الرغم مما كتب وقيل عن الصومال فإنني أرى أنه لم ينل حظه من الدراسة المستفيضة بوصفه بلدا منكوبا منذ ظهـــــــــــــــوره على خريطة العالم وحتى وقتنا هذا ، [ فهي(2)] منطقة يمتد إليها باطراد الصراع العالمي لا لشيئ إلا لكونه يتمتع بموقع استراتيـــــجي مهم . (3)
إن الخواص الإستراتيجية لموقع الصومال ظلت على مرّ التاريخ عامل جذب لقوى مختلفة متصارعة ، انغمست في منافسات وصراعات ومنازعات في إطار سعي كل منها إلى تحقيق أهداف استراتيجية وعسكرية لبلاده .
فالصومال يتميز بموقع جيوبوليتكي فريد، فهو متاخم لكل من منطقة البحر الأحمر والمحيط الهندي بالبحر الأبيض المتوسط بواســطة مضيق باب المندب ، وهذا الموقع ربط آسيا بأفريقياعن طريق الموجات البشرية الزاحفة من شبه الجزيرة العربية إلى قارة أفريقيا قبــل وبعد انهيار سدّ مأرب في منتصف القرن الخامس الميلادي كما يُعدّ الصومال مدخلا للإسلام في شرق أفريقيا . (4)
وبعد أن ظهرت ظاهرة القرصنة في السواحل الصومالية ، حينها برزت أهمية الصومال إلى الساحة العالمية ، مما أدّى إلى تكالـــــــــــب القوى الإستعمارية المهيمنة على العالم على هذا القطر .
[ 2 ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بحث : موقع الصومال الإستراتيجي
(2) في الأصل : ( هو )
(3) بحث : موقع الصومال الإستراتيجي
(4) المصدر السابق
الفصل الثاني :أهم الثروات الصومالية
المبحث الأول : الثروة الحيوانية
الثروة الحيوانية في الصومال كبيرة للغاية حيث تعتبر أهم شيء يعتمد عليه الصوماليون وتمثل العمود الفقري للحرفة الصوماليــــــــــــــة ، فالثروة الحيوانية في المركز الأول في تجارة الصادرات ، والمركز الأول في عدد العاملين في هذا الميدان ، وهذه القطاعات تشكل 75 % من السكان كرعاة للماشية ، حيث يوجد بها ملا يقل عن 40 – 50 مليون رأس من الإبل والبقر والغنم والماعز وغير ذلك ، وهي متوزعة على الشكل التالي :
الجمال = 95920 رأسا
الأبقار = 210129 رأسا
الماعز والإنام = 2274560 رأسا
وغير ذلك ، وذلك حسب إحصائيات 2008 م .
وأهم الدول المستوردة للحيوانات الآتية من الصومال : دول الخليج واليمن .
والثروة الحيوانية في الصومال لم تلق اهتماما يليق بها من الصوماليين رغم أنها تبدوا مستغَلّة أكثر من غيرها نظرا إلى كونها العمود الفقري للحياة في الصومال .
المبحث الثاني : الثروة الزراعية
توجد في الصومال ثروة زراعية هائلة ، فيها من الأشجار والثمار الشيء الكثير ، فيها من الأشجار : ( جرس ، جلول وقرع ، رقي ، مكي وبردي ، على جروب ) ومن الثمار : ( الهوهوب ، المرير ، الجد ، الطفرور ، الطون ، الأونتورو ، الديقان ، الطبي ، الجوب ، المِرَعَس ، التكي للمي ، المِرَعود ، الكُبَش ، الأسكَح ، الشنفرود بردي ، الطماق ، القوني ، وغيرها ) ومن الفواكه : ( الموز ، والسمسم ، والطماطم ، والباباي ، والتفاح ، والبطاطس ، واللوز ، والمانجوا
[ 3 ]
، وغيرها ) . (1)
بعد الرعي تأتي الزراعة في الأهمية لكنها محدودة الإنتشار ، ورغم أنها تزداد أهمية في الصومال إلا أنه يحد من التوسع فيها قلـة الأمطار وذبذبتها ، ثم قلة وجود خزانات مائية وفيرة المياه .ويعتمد على الزراعة نسبة صغيرة من السكان لا تتعدى 12 % بينما الأراضي القابلة للزراعة تبلغ 8450000 هكتار ، ولكن لا يزرع منه سوى 2 % فقط ، وهذه النسبة ازدادت قليلا في السنوات الأخيرة ، أي قبل انهيار الحكومة المركزية عام 1990 ، حيــــث ازدادت نسبة عدد المشتغلين في الزراعة وفي جميع المحافظات بجهود
ذاتية أو دعم من هيئات دولية بشكل محدود ومن الحكومة المركزية . (2)
المبحث الثالث : الثروة السمكية
مما لا يختلف فيه شخصان ولا يتناطح عليه كبشان كون الصومال ذا أهمية استراتيجية كبيرة لا مثيل لها متمثلة في ساحلها الطويــــــل الذي يُعدّ أطول ساحل في أفريقيا ما عدا ساحل جنوب أفريقيا ، وفي هذا الساحل من الأسماك مالا يعلمه إلا الله ، فأسماكها من أعذب الأسماك على مستوى العالم ، ولكن لم يستغل الصوماليون هذه الثروة كما يجب أن تستغل – مثلها مثل باقي الثروات – مع أن هــــــذه الثروة تأتي في الدرجة الثالثة بعد الرعي والزراعة .
تملك الصومال نطاقا ساحليا طوله 3330 كيلو متر على خليج عدن والمحيط الهندي ، ورغم أن السواحل الصومالية غنية بالثـــــــــروة السمكية واللؤلؤ والأصداف البحرية والملاحات الطبيعية وغيرها ، إلا أن هذه الثروة لم تستغل بعد الإستغلال الأمثل بالرغم من أنــــــــــــها تعتبر من ثروات البلاد الرئيسية بعد الثروة الحيوانية والزراعية، ومع أن البحار الصومالية غنية بالأسماك الضخمة كالتونة الصغــــــيرة والسردين ، فإن القيمة الفعلية للإنتاج بسيطة للغاية ويرجع إلى أسباب كثيرة (3) يعجز المجال عن حصرها .
[ 4 ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مذكرة المستوى الرابع دراسات صومالية
(2) الصراع الدولي والإقليمي ص 53
(3) المصدر السابق ص 62
وبحكم كون بوصاصوا مدينة ساحلية تجارية فاستغلال هذه الثروة فيها أكثر من غيرها حيث تعتبر من أهم ما يعتمد عليه سكانــــــــــها ، بينما سكان المناطق الأخرى لا يعتمدون على الأسماك
المبحث الرابع : ثروات أخرى
كل هذه الثروات التي ذكرناها إذا تكاملت فهل يمكن أن تبقى الصومال فقيرة على هذا الشكل المؤلم ، وما عدا هذه الثروات هـــــــــــناك ثروات أخرى كالثروة المعدنية التى تملأ أرجاء الصومال والصناعة وثروات أخرى كثيرة تدخل ضمن اللائحة ، ولكن أثّر الإستعمار في قتل الضمير الإنساني لكي يستفيد من المعادن والثروات الصومالية ، فقد تكفي ثروة واحدة من هذه الثروات لبناء كل ما تهدّم مـــــــن المباني جرّاء الحروب الأهلية ، وتكفي أيضا لإنعاش الإقتصاد الصومالي وتنميته حتى تصبح الصومال من أغنى الدول في العالـــــــم ، فقد رأيت – أنا شخصيا – في بعض الكتب مقولة من أحد الغربيين مفادها : أن الصومال هي الدولة الوحيدة التي يمكن أن يعتــــــمد عليها العالم في المستقبل ، وهذا هو السبب الذي جعل الأعداء يهاجمون على الصومال ، مرة بحجة دعم الدولة ، ومرة بحجة القضاء على القراصنة ، وهو الذي جعلهم يشتتون شملنا رغم كوننا شعبا صغيرا قليلا عدده ولا يمكن تشتيته .
قيل : في الصومال توجد المعادن المختلفة من أهمها اليورانيوم والذهب والحديد والإسمنت ، وغيرها .
وقد شوهدت قوافل أمريكية تسرق كميات هائلة من اليورانيوم ، وقيل أيضا : أن أقرب بترول للأرض هو بترول كندا الذي يبعد عن الأرض 1000 كيلو متر ، بينما يبعد بترول الصومال عن الأرض 100 كيلو متر فقط .
أهم الحاصلات الزراعية : البخور والسكر ، والموز ، والذرة الرفيعة ، والذرة الشامية ، والصمغ العربي .
أهم المعادن : الحديد ، والقصدير ، والجبس ، والبوكسيت ، والأورانيوم . الثروة الحيوانية كبيرة
[ 5 ]
، وصيد الأسماك مهم .(1)
الفصل الثالث :البحار والمحيطات
المبحث الأول : البحر الأحمر
للصومال ساحل طويل ينقسم إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي على النحو التالي :
- من رأس عسير إلى باب المندب هي البحر الأحمر ( خليج الساحل ) الساحل الذي سمي بـ ( الماخر ) ومعناه : عام بعام أو سنــة بعد سنة ، فترة باردة وفترة طبيعية ، ويحاذي البحر الأحمر جبال مسلسلة تقل فيها الزراعة جدا التي تعرف بـ ( جُبَن ) ، وفي بعـــض المناطق تبعد الجبال عن البحر الأحمر وساحله كـ ( بن الغيرياد) في زيلع ، ولا تبعد عن محاذاة الساحل ، على الساحل مراســـــــــــــي طبيعية كثيرة يذكر عنها التاريخ شيئا لا بأس به عن علاقتها مع العالم الخارجي ، وهي المنطقة التي كانت تصدّر منها اللبان التـــي كانت أكثر البضائع شهرة وعالمية ، والخيرات الأخرى التي كانت تأتي من الأراضي الصومالية والقرن الأفريقي ، وتقع في البحر الأحمر المراسي التي كانت تصنع فيها السفن في عصر البونيين ، وعصور بعدها ، كـ ( بتيالوا ) القريبة من قندله ، ودُردُري ومريرة اللتان تقعان جنبي مدينة ( بوصاصوا ) ومَيط ، وفي هذه المناطق أودية كبيرة كثيرة الزراعة التي تصنع من أخشابها ألواح السفن. (1)
ومن أهم المدن المطلة على البحر الأحمر : هرجيسا ، برعو ، بربرة ، زيلع ، بوصاصوا ، لاسقوري ، علوله ، قندله .
[ 6 ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) موسوعة العلوم السياسية جـ 2 ص 1375
(1) مسلسل التاريخ الصومالي جـ 1 ص 11
المبحث الثاني : المحيط الهندي
- من رأس كامبوني إلى رأس عسير هي المحيط الهندي ، ومن أهم المدن المطلة على المحيط الهندي : مقديشوا ، كسمايوا ، مركه ، حافون ، جزر البايجون ، أيل ، وغيرها من المدن التي تطل على المحيط الهندي وفي مقدمتها مقديشوا نظرا لكونها عاصمة البـــلاد الرئيسية .
يمتاز المحيط الهندي بكونه رابطا بين الهند وسواحل أفريقيا الشرقية ومنها الصومال ، بينما البحر الأحمر يمتاز بربطه للصومـــــــــــــال بالعالم العربي والإسلامي ، وأيضا كونه ممرا للتجارة العالمية .
وللمحيط الهندي أودية وأنهار كثيرة تصبّ فيه ومنها نهر جوبا الذي سنتكلم عنه بالتفصيل في مطلب مستقل إن شاء الله ، وأنهــــــــار أخرى تنبع من الداخل من المرتفعات الصومالية في الغرب ، وتصبّ فيه .
المطلب الأول : نهر جوبا
يصب نهر جوبا على المحيط الهندي بكميات هائلة ، وهو مستمر طول السنة ، وله عدة روافــــد : منها نهر داوي ، نهر ويب ، ونهر جنانة ، ويفوق نهر شبيلي في كميات المياه التي ينقلها حيث تزيد على ثلاثة أمثال الكمية التي يحملها . (1)
نهر جوبا أقصر من نهر شبيلي من حيث الطول إذ يبلغ طوله نحو 1030 ميلا من منابعه بين خطي عرض 4 و 8 درجة شمال خط الإستواء غير أنه أعظم فائدة من حيث استغلال مياهه في الريّ . (2)
[ 7 ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الإنحرافات العقدية في المجتمع الصومالي ص 4
(2) الصراع الدولي والإقليمي ص 43
ولنهر جوبا ثلاثة روافد رئيسية هي وبي جيسترو ، ووادي دواناراما ، ووادي دوريا ، وهذه الروافد الثلاثة تتحد في فرع واحــــــــد رئيس عند بلدة دولوا ، وهي نقطة التقاء الحدود الصومالية مع الحبشة في العصر الحديث .
وتنتهي مياه نهر جوبا إلى المحيط الهندي ( شمال مدينة كسمايوا الحالية ) ، وأكبر اتساع لوادي جوبا يصل إلى 250 كيـــــلـــو متــر .
ولنهر جوبا فيضانان : أحدهما في الربيع وهو غزير المياه ، ويبدأ منذ أبريل إلى سيبتيمبر ، أما الموسم الثاني فهوالخريـــــف ويبــــــدأ منآخر سيبتيمبر وأكتوبر إلى أوائل نوفمبر ، ويبدأ في الإنخفاض تدريجيا إلى أن يجفّ تماما في شهري فبراير ومارس . (1)
وهناك أيضا أنهار تصبّ في المحيط الهندي منها :
نهر جعيل : الذي ينبع من جبال بوجر ، وطوله نحو 160 كيلو متر ، ويصبّ في شرق حافون .
نهر درور : ويعتبر أطول من نهر نجال ، وينبع من المرتفعات الشرقية في إقليم عيرجابو ، ويصب ّ في المحيط الهندي منها نــــــهر نجال ينبع من مرتفعات الشيخ ويصبّ في المحيط الهندي .
نهر تود : وينبع من شمال كوتن ، ويصبّ شمال بندر بيلا .
نهر بيو أوادي :يصبّ عند رأس حافون ، وله واد عميق خصب (2)
[ 8 ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الصراع الدولي والإقليمي ص 43
(2) المصدر السابق ص 43
الفصل الرابع :التقسيم الإداري للأقاليم الصومالية
المبحث الأول : تقسيم عام 1960
كانت البلاد مقسمة إلى ثمانية محافظات رئيسية هي :
الشمال الغربي : وكانت هذه المحافظة تشمل كلا من هرجيسا ( عاصمة المحافظة ) ، بورما ، بربرا ، زيلع .
الشرق: وكانت هذه المحافظة تشمل أيضا مدنا مختلفة منها بوصاصوا ( عاصمة المحافظة ) ، جرووي ، اسكوشوبن ، علوله ، قندله
توجطير : وكانت تشمل كلا من برعو ( عاصمة المحافظة ) ، لاسعانود ، عيرجابو ، بوهودلي ، لاسقوري .
مدق : وكانت تشمل جالكعيو ( عاصمة المحافظة ) ، جرِّيبن ، هوبيوا ، عيل طير ، عدادو ، طوسمريب ، عابدواق .
هيران : وكانت تشمل بلدوين ( عاصمة المحافظة ) ، بارطيري ، حُدُر ، دينسور ، لوق .
جوبا السفلى : وكانت تشمل كسمايوا ( عاصمة المحافظة ) ، جمامي ، أفمدوا ، بؤالي ، جلب . (1)
المبحث الثاني : تقسيم عام 1980
في هذا العام زيدت المحافظات بثماني محافظات أخرى ، وهي :
سناق : واقتطعت من محافظة توجطير ، وصارت عاصمتها عيرجابوا .
نجال : واقتطعت من محافظة الشرق وصارت عاصمتها جرووي .
جلجدود : واقتطعت من محافظة مدق وصارت عاصمتها طوسمريب .
شبيلي الوسطى : واقتطعت من محافظة بنادر وصارت عاصمتها جوهر .
[ 9 ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مذكرة المستوى الرابع ، دراسات صومالية
بكول : واقتطعت من محافظة باي وصارت عاصمتها حُدر .
جدوا : واقتطعت من محافظة باي أيضا جربهارّي .
جوبا الوسطى : واقتطعت من جوبا السفلى وصارت عاصمتها بؤالي .
وبذلك صارت 16 محافظة .
المبحث الثاني : تقسيم عام 1990
في هذا العام زيدت المحافظات في الصومال بمحافظتين إضافة إلى ما ذكرنا سابقا ، والمحافظتان هما :
سول : وقد اقتطعت من محافظة توجطير وصارت عاصمتها لاسعانود .
أودل : وقد اقتطعت من محافظة الشمال الغربي وصارت عاصمتها زيلع . (1)
وعلى هذا الشكل تكاملت 18 محافظة في الصومال قد مرّت على عدة تقسيمات وفي عدّة سنين كما ترى في هذه التقسيمات تقسيم كل من أعوام 1960 ، 1980 ، 1990
[ 10 ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مذكرة المستوى الرابع
الفصل الخامس : المناخ
يدخل الصومال ضمن الناطق الحارة في أفريقيا لمرور خط الإستواء في الجزء الجنوبي منه عند مدينة كسمايوا ، وعلى الرغم من ذلك فإن المناخ معتدل للغاية طول العام حيث لا تزيد فيه درجة الحرارة عن 32 درجة في المعدّل العام . (1)
يؤثّر في مناخ جمورية الصومال عدة عوامل من أهمها :
1- تعامد الشمس على جمهورية الصومال
2- توزيع اليابس والماء
3- كثافة الغطاء النباتي .
تتعامد الشمس على جمهورية الصومال مرتين في العام : الأولى في شهر أبريل والثانية في أوائل سيبتيمبر ، وتكون الأشعة عمودية على أراضي جمهورية الصومال في هاتين الفترتين ، ويؤدي ذلك إلى ارتفاع درجــــــة الحرارة ، ولا يلطــــــــف منها إلا الإرتفاع في بعض المناطق مثل جبال جولس ، وكذلك للموقع البحري والنباتي تأثيرهما الواضح في تعديل المناخ . (2)
المبحث الأول :الأمطار
تكثر الأمطار في الصومال بالمناطق الجنوبية والغربية ، وتقلّ تدريجيا كلما اتجهنا نحو الشرق حيث تسقط الأمطار في الجنوب بسبب الرياح الموسمية الغربية كما تهب الرياح الشمالية الغربية الجافة على المنطقة الشمالية الشرقية ، وتسقط أمطار خفيفة في الشتاء . (3)
تختلف كمية الأمطار الساقطة على أجزاء جمهورية الصومال المختلفة من حيث طول وتوزيع فصل المطر ، ومن حيث كمية الأمـطار.
إن أغزر فصول السنةمطرا هو فصل الربيع ، لكن للمطر قيمة أخرى أدنى نسبيا في فصل الخريف ، والملاحــظ بصفة عامة أن أغـزر أجزاء الصومال مطرا هي الأجزاء الجنوبية وأقلها مطرا هي الأجزاء الشمالية ، أي تتناقض كمية الأمطار كلما اتجهنا شمالا . (4)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [ 11 ]
(1) الإنحرافات العقدية في المجتمع الصومالي ص 4
(2) جغرافيا [ الصف الإعدادي الثاني ]
(3) الإنحرافات العقدية في المجتمع الصومالي ص 4
(4) جغرافيا [ الصف الإعدادي الثاني ]
على الرغم من أن خط الإستواء يمرّ بالأجزاء الجنوبية من الصومال إلا أنّ نصيبها من الأمطار قليل جدّا إذا ما قورنت بالدول الأخرى التي تقع على نفس درجات العرض في غرب أفريقيا . (1)
تختلف كمية الأمطار المتساقطة على الصومال من مكان وآخر ومن فترة إلى أخرى .
وللمواطنين في الصومال جداول للأمطار ، وعلى أساسها قسّم أهل الجنوب السنة إلى أبعة فصول هي :
1- جيلال : يبدأ من سيبتيمبر إلى مارس ، والرياح شمالية شرقية جافّة ، والحرارة ترتفع تدريجيا إلى أن تصل إلى 35 درجـــــة في شهر مارس .
2- جؤ : يبدأ من أبريل إلى آخر يونيو ، فيه تشتد الرياح .
3- حغاي : يبدأ من شهر يوليوا إلى شهر سيبتيمبر ، وفيه تكون الرياح موسمية جنوبية غربية ، والحرارة معتدلة .
4- دير : يبدأ من أكتوبر إلى ديسيمبر ، الرياح فيه موسمية شمالية شرقية .
ولأهل الشمال فصول مسائية على النحو التالي :
5- جؤ : يبدأ من أبريل إلى شهر يونيوا ، حار قليل الرياح .
6- كران : أغسطس وسيبتيمبر وأكتوبر ، خريف فيه موسمية جنوبية غربية .
7- دير : ويبدأ من شهر أكتوبر إلى سيبتيمبر ، الرياح فيه موسمية شمالية شرقية .
8- وحينا : يبدأ من شهر ديسيمبر .
9- هايس : يناير .
10- تودب : ويسمى جيلال فبراير ومارس .
11- فصل جاف : فيه تكون الرياح موسمية شمالية شرقية . (2)
المناخ حار رطب (3)
[ 12 ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الجغرافية الإقليمية للعالم الإسلامي ص 255
(2) الصراع الدولي والإقليمي ص 37 - 38
(3) منتديات الديار العربيه [ موقع إلكتروني ]
المبحث الثاني : الرطوبة
تعتبر الرطوبة من العناصر المناخية الهامة، وخاصة في المناطق الحارة ، إذ يؤدي ارتفاع نسبة الرطوبة في الجو إلى زيادة الشعور بوطأة الحرارة وعدم ملاءمة المناخ ، وتزداد الرطوبة بشكل ملحوظ في المناطق الساحلية ، وتنخفض في المناطق الداخلية ، وخاصة في المناطق المرتفعة . (1)
المبحث الثالث : درجة الحرارة
تتميز الحرارة بالتفاوت بين الأجزاء الساحلية والأجزاء الداخلية ، وكذلك الأجزاء المرتفعة والمنخفضة .
تعتبر جمهورية الصومال من أكثر جهات العالم حرارة على مدار السنة ، وخاصة في فصل الصيف ، غير أنه من المشاهَد انخفاض درجة الحرارة رغم وقوعها في المناطق المدارية ، وهذا نتاج غزارة الأمطار ، وكثافة الغطاء النباتي ، والمسطّحات المائية التي تحيـط جمهورية الصومال ، وكذلك الإرتفاع عن مستوى البحر . (2)
تعتبر درجة الحرارة من أهم العناصر المناخية التي لها تأثير على توزيع أنواع الحياة المختلفة على سطح الأرض ، ودرجـــــة الحرارة تختلف من منطقة إلى أخرى تبعا لموقع الإقليم بالنسبة لخطوط الطول والعرض وبالنسبة للغلائق المكانية والإرتفاع ، وبالنسبة للبعد أو القرب عن البحر وغير ذلك من العوامل . (3)
[ 13 ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جغرافيا [ الصف الإعدادي الثاني ]
(2) المصدر السابق
(3) الصراع الدولي والإقليمي ص 37 – 38
الخاتمة
المراجع والمصادر
1- مسلسل التاريخ الصومالي ، خالد ، [ كتاب مكتوب باللغة الصومالية ]
Taxanihii taariikhda soomaaliya
2- موسوعة العلوم السياسية ، المحرران : محمد محمود ربيع ، وإسماعيل صبري مقلد
3- الصراع الدولي والإقليمي ، اللواء على إسماعيل محمد 1990 – 1986
4- الإنحرافات العقدية في المجتمع الصومالي ، الدكتور عبد القادر محمد عبد الله [ رسالة دكتوراه ] ، 1419- 1998
5- ماذا يحدث في الصومال ، أحمد برخت ماح ، الطبعة الأولى ، 1988
6- بعض المذكرات والمقررات في المدارس والجامعات .
7- الجغرافية الإقليمية للعالم الإسلامي ، وزارة المعارف السعودية
8- موقع منتديات الديار العربية
الفهرس
الصفحة الموضوع
1 الفصل الأول : الموقع الجغرافي
1 - المبحث الأول : استراتيجية الموقع من الناحية السياسية
2 - المبحث الثاني : استراتيجية الموقع من الناحية الإقتصادية
3 الفصل الثاني : أهم الثروات الصومالية
3 - المبحث الأول : الثروة الحيوانية
3 - المبحث الثاني : الثروة الزراعية
4 - المبحث الثالث : الثروة السمكية
5 - المبحث الرابع : ثروات أخرى
6 الفصل الثالث : البحار والمحيطات
6 - المبحث الأول : البحر الأحمر
7 - المبحث الثاني : المحيط الهندي
7 - المطلب الأول : نهر جوبا
9 الفصل الرابع : التقسيم الإداري للأقاليم الصومالية
9 - المبحث الأول : تقسيم عام 1960
9 - المبحث الثاني : تقسيم عام 1980
الصفحة الموضوع
10 - المبحث الثالث : تقسيم عام 1990
11 الفصل الخامس : المناخ
11 - المبحث الأول : الأمطار
13 - المبحث الثاني : الرطوبة
13 - المبحث الثالث : درجة الحرارة
كلية الشريعة والدراسات الإسلامية
المستوى الرابع
جغرافية الصومال
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وبعد ...
لقد أنعم الله على الأمة الإسلامية عموما والأمة الصومالية خصوصا بهذا الموقع الإستراتيجي المهم الذي يدرّ عليهم أموالا طائلة ، ومع ذلك فإن هذه المنطقة تعيش حالة سيئة وفي وضع حرج ، لذلك كان من الواجب على الأمة أن تنهض بكل ما تستطيع لتنبيه الناس إلى الخطر الذي يداهم هذه المنطقة ، وهذا البحث هو من محاولات بعض المقصرين في تنبيه من لم ينتبه إلى الخيرات والثروات التي باتت تملأ أرجاء الصومال .
خطة البحث :
لقد قسمت بحثي هذا إلى خمسة فصول تحت كل منها عدة مباحث وهي كما يلي :
الفصل الأول : تحدثت فيه عن جغرافية الصومال وأهمية الموقع الإستراتيجية من ناحيتين السياسية والإقتصادية .
الفصل الثاني : تحدثت فيه عن أهم الثروات الصومالية ومدى استغلالها من قِبل الصوماليين
الفصل الثالث : في هذا الفصل تحدثت عن الساحل الصومالي المنقسم إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي ومدنها التي تطل عليها
الفصل الرابع : تحدثت فيه عن التقسيم الإداري للأقاليم ، وكيف تعددت هذه الأقاليم على مرّ السنين
الفصل الخامس : تحدثت عن مناخ الصومال من حيث درجة الحرارة والأمطار وتأثير الخط الإستوائي عليها
وبهذا لخصت ما يمكن تلخيصه ، وأرجوا أن أكون قد أضفت إلى المكتبة الإسلامية والتراث الصومالي بعضا أو قليلا من المعلومات ، مع أني أعترف بتقصيري ، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .
وفيما يلي أبيات شعر قليلة تفصّل كيفية تقسيمي لهذا البحث :
بحيثي هذا في تمام التواضــع * ولم أبلُهُ إلا كثير التضـــــــعضع
ولكنـــه رِيّ لجاهل أرضـــــــــــــــه * وطالب علم فيه دون ترفــــــــــــع
وفيـه فصـول خمسة رتبتــــــــها * حسب الحوائج فاستلم بتبــــــرع
أولـــها عن اســتراتيـجــيـــــــــــــــةٍ * لبلدي المصــاب بالتــــــــفـــــــــــرع
تاليـه عن ثرواتــــــــــــــها الكثيرة * مملوءة في أرضها بتنــــــــــــــطع
ثالثـــها عن بحـــــــــــــــرها المحيط * والأحمر المملوء بتنـــــــــــــــــــوع
رابعــــها عن أقاليـــــــــــــــــــم البـــلد * نلقي عليها نظرة بتســـــــــــــــرع
والخامس عن المناخ في الوطن* ندرســها دراســـة تقطــــــــــــــــــــع
وبالله التوفيق ...
المؤلف
بتاريخ 2010-06-20
الفصل الأول : الموقع الجوغرافي
المبحث الأول : موقع الصومال
تقع جمهورية الصومال بين خطي عرض 2 جنوبا و12 شمالا بالنسبة لخط الإستواء ، وتمتد شرقا من المحيط الهندي عند خط طول 51 شرق جرينتش إلى أن تصل خط الطول 35 شرقا .(1)
تقع جمهورية الصومال في شرقي أفريقيا ، في المنطقة المعروفة بالقرن الإفريقي ، يحدها من الشمال خليج عدن وجمهورية جيبوتي ، ومن الجنوب كينيا ، ومن الشرق المحيط الهندي ، ومن الغرب إثيوبيا . (2)
وهي عبارة عن شبه جزيرة مثلثة الشكل (3) ، وتشغل منطقة القرن الأفريقي، وسميت بالقرن الأفريقي لوقوعها في قرن أفريقيا (4) ، في مكان يشبه الرقم (7) باللغة الإنجليزية .
المبحث الثاني : استراتيجية الموقع من الناحية السياسية
لهذا الموقع أهمية استراتيجية كبيرة ، لأنه منفذ بحري للقرن الأفريقي الذي يربط جمهورية الصومال بالعالم الخارجي ، لذا تنافــــــــس الإستعمار في بسط نفوذه على الصومال . (5)
مما لا شك فيه أن موقع الصومال الإستراتيجي العام كان وما يزال له أعظم الأثر في بنائه السياسي في الماضـي والحاضر ، وأن هذا الموقع المهم قد جنى عليه وعلى أبنائه ، إذ أنه فى النهاية أدّى إلى تمزيق هذا القطر المنكوب (6) .
[ 1 ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جوغرافيا [ الصف الإعدادي الثاني ] ص 7
(2) المصدر السابق ص 8
(3) ماذا يحدث في الصومال ص 16
(4) مسلسل التاريخ الصومالي جـ 1 ص 9
(5) جوغرافيا [ الصف الإعدادي الثاني ] ص 8
(6) بحث : موقع الصومال الإستراتيجي
هذا الساحل الطويل اذي تتمتع به الصومال له آثاره الإيجابية على كون الصومال دولة تملك الإكتفاء الذاتي وتستطيع الإعتماد على نفسها وحماية بيضتها ، لذلك السبب نرى الأعداء يتربصون بنا للوثوب على سواحلنا وعلى خيراتنا وثرواتنا .
المبحث الثالث : استراتيجية الموقع من الناحية الإقتصادية
بحكم كون الصومال مشرفا على ممر مائي مهم للعالم ، فقد عاد التنافس الخارجي والصراعات المختلفة على هذا القطر بصـــنوف من الإحتلال عبر التاريخ . (1)
وعلى الرغم مما كتب وقيل عن الصومال فإنني أرى أنه لم ينل حظه من الدراسة المستفيضة بوصفه بلدا منكوبا منذ ظهـــــــــــــــوره على خريطة العالم وحتى وقتنا هذا ، [ فهي(2)] منطقة يمتد إليها باطراد الصراع العالمي لا لشيئ إلا لكونه يتمتع بموقع استراتيـــــجي مهم . (3)
إن الخواص الإستراتيجية لموقع الصومال ظلت على مرّ التاريخ عامل جذب لقوى مختلفة متصارعة ، انغمست في منافسات وصراعات ومنازعات في إطار سعي كل منها إلى تحقيق أهداف استراتيجية وعسكرية لبلاده .
فالصومال يتميز بموقع جيوبوليتكي فريد، فهو متاخم لكل من منطقة البحر الأحمر والمحيط الهندي بالبحر الأبيض المتوسط بواســطة مضيق باب المندب ، وهذا الموقع ربط آسيا بأفريقياعن طريق الموجات البشرية الزاحفة من شبه الجزيرة العربية إلى قارة أفريقيا قبــل وبعد انهيار سدّ مأرب في منتصف القرن الخامس الميلادي كما يُعدّ الصومال مدخلا للإسلام في شرق أفريقيا . (4)
وبعد أن ظهرت ظاهرة القرصنة في السواحل الصومالية ، حينها برزت أهمية الصومال إلى الساحة العالمية ، مما أدّى إلى تكالـــــــــــب القوى الإستعمارية المهيمنة على العالم على هذا القطر .
[ 2 ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بحث : موقع الصومال الإستراتيجي
(2) في الأصل : ( هو )
(3) بحث : موقع الصومال الإستراتيجي
(4) المصدر السابق
الفصل الثاني :أهم الثروات الصومالية
المبحث الأول : الثروة الحيوانية
الثروة الحيوانية في الصومال كبيرة للغاية حيث تعتبر أهم شيء يعتمد عليه الصوماليون وتمثل العمود الفقري للحرفة الصوماليــــــــــــــة ، فالثروة الحيوانية في المركز الأول في تجارة الصادرات ، والمركز الأول في عدد العاملين في هذا الميدان ، وهذه القطاعات تشكل 75 % من السكان كرعاة للماشية ، حيث يوجد بها ملا يقل عن 40 – 50 مليون رأس من الإبل والبقر والغنم والماعز وغير ذلك ، وهي متوزعة على الشكل التالي :
الجمال = 95920 رأسا
الأبقار = 210129 رأسا
الماعز والإنام = 2274560 رأسا
وغير ذلك ، وذلك حسب إحصائيات 2008 م .
وأهم الدول المستوردة للحيوانات الآتية من الصومال : دول الخليج واليمن .
والثروة الحيوانية في الصومال لم تلق اهتماما يليق بها من الصوماليين رغم أنها تبدوا مستغَلّة أكثر من غيرها نظرا إلى كونها العمود الفقري للحياة في الصومال .
المبحث الثاني : الثروة الزراعية
توجد في الصومال ثروة زراعية هائلة ، فيها من الأشجار والثمار الشيء الكثير ، فيها من الأشجار : ( جرس ، جلول وقرع ، رقي ، مكي وبردي ، على جروب ) ومن الثمار : ( الهوهوب ، المرير ، الجد ، الطفرور ، الطون ، الأونتورو ، الديقان ، الطبي ، الجوب ، المِرَعَس ، التكي للمي ، المِرَعود ، الكُبَش ، الأسكَح ، الشنفرود بردي ، الطماق ، القوني ، وغيرها ) ومن الفواكه : ( الموز ، والسمسم ، والطماطم ، والباباي ، والتفاح ، والبطاطس ، واللوز ، والمانجوا
[ 3 ]
، وغيرها ) . (1)
بعد الرعي تأتي الزراعة في الأهمية لكنها محدودة الإنتشار ، ورغم أنها تزداد أهمية في الصومال إلا أنه يحد من التوسع فيها قلـة الأمطار وذبذبتها ، ثم قلة وجود خزانات مائية وفيرة المياه .ويعتمد على الزراعة نسبة صغيرة من السكان لا تتعدى 12 % بينما الأراضي القابلة للزراعة تبلغ 8450000 هكتار ، ولكن لا يزرع منه سوى 2 % فقط ، وهذه النسبة ازدادت قليلا في السنوات الأخيرة ، أي قبل انهيار الحكومة المركزية عام 1990 ، حيــــث ازدادت نسبة عدد المشتغلين في الزراعة وفي جميع المحافظات بجهود
ذاتية أو دعم من هيئات دولية بشكل محدود ومن الحكومة المركزية . (2)
المبحث الثالث : الثروة السمكية
مما لا يختلف فيه شخصان ولا يتناطح عليه كبشان كون الصومال ذا أهمية استراتيجية كبيرة لا مثيل لها متمثلة في ساحلها الطويــــــل الذي يُعدّ أطول ساحل في أفريقيا ما عدا ساحل جنوب أفريقيا ، وفي هذا الساحل من الأسماك مالا يعلمه إلا الله ، فأسماكها من أعذب الأسماك على مستوى العالم ، ولكن لم يستغل الصوماليون هذه الثروة كما يجب أن تستغل – مثلها مثل باقي الثروات – مع أن هــــــذه الثروة تأتي في الدرجة الثالثة بعد الرعي والزراعة .
تملك الصومال نطاقا ساحليا طوله 3330 كيلو متر على خليج عدن والمحيط الهندي ، ورغم أن السواحل الصومالية غنية بالثـــــــــروة السمكية واللؤلؤ والأصداف البحرية والملاحات الطبيعية وغيرها ، إلا أن هذه الثروة لم تستغل بعد الإستغلال الأمثل بالرغم من أنــــــــــــها تعتبر من ثروات البلاد الرئيسية بعد الثروة الحيوانية والزراعية، ومع أن البحار الصومالية غنية بالأسماك الضخمة كالتونة الصغــــــيرة والسردين ، فإن القيمة الفعلية للإنتاج بسيطة للغاية ويرجع إلى أسباب كثيرة (3) يعجز المجال عن حصرها .
[ 4 ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مذكرة المستوى الرابع دراسات صومالية
(2) الصراع الدولي والإقليمي ص 53
(3) المصدر السابق ص 62
وبحكم كون بوصاصوا مدينة ساحلية تجارية فاستغلال هذه الثروة فيها أكثر من غيرها حيث تعتبر من أهم ما يعتمد عليه سكانــــــــــها ، بينما سكان المناطق الأخرى لا يعتمدون على الأسماك
المبحث الرابع : ثروات أخرى
كل هذه الثروات التي ذكرناها إذا تكاملت فهل يمكن أن تبقى الصومال فقيرة على هذا الشكل المؤلم ، وما عدا هذه الثروات هـــــــــــناك ثروات أخرى كالثروة المعدنية التى تملأ أرجاء الصومال والصناعة وثروات أخرى كثيرة تدخل ضمن اللائحة ، ولكن أثّر الإستعمار في قتل الضمير الإنساني لكي يستفيد من المعادن والثروات الصومالية ، فقد تكفي ثروة واحدة من هذه الثروات لبناء كل ما تهدّم مـــــــن المباني جرّاء الحروب الأهلية ، وتكفي أيضا لإنعاش الإقتصاد الصومالي وتنميته حتى تصبح الصومال من أغنى الدول في العالـــــــم ، فقد رأيت – أنا شخصيا – في بعض الكتب مقولة من أحد الغربيين مفادها : أن الصومال هي الدولة الوحيدة التي يمكن أن يعتــــــمد عليها العالم في المستقبل ، وهذا هو السبب الذي جعل الأعداء يهاجمون على الصومال ، مرة بحجة دعم الدولة ، ومرة بحجة القضاء على القراصنة ، وهو الذي جعلهم يشتتون شملنا رغم كوننا شعبا صغيرا قليلا عدده ولا يمكن تشتيته .
قيل : في الصومال توجد المعادن المختلفة من أهمها اليورانيوم والذهب والحديد والإسمنت ، وغيرها .
وقد شوهدت قوافل أمريكية تسرق كميات هائلة من اليورانيوم ، وقيل أيضا : أن أقرب بترول للأرض هو بترول كندا الذي يبعد عن الأرض 1000 كيلو متر ، بينما يبعد بترول الصومال عن الأرض 100 كيلو متر فقط .
أهم الحاصلات الزراعية : البخور والسكر ، والموز ، والذرة الرفيعة ، والذرة الشامية ، والصمغ العربي .
أهم المعادن : الحديد ، والقصدير ، والجبس ، والبوكسيت ، والأورانيوم . الثروة الحيوانية كبيرة
[ 5 ]
، وصيد الأسماك مهم .(1)
الفصل الثالث :البحار والمحيطات
المبحث الأول : البحر الأحمر
للصومال ساحل طويل ينقسم إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي على النحو التالي :
- من رأس عسير إلى باب المندب هي البحر الأحمر ( خليج الساحل ) الساحل الذي سمي بـ ( الماخر ) ومعناه : عام بعام أو سنــة بعد سنة ، فترة باردة وفترة طبيعية ، ويحاذي البحر الأحمر جبال مسلسلة تقل فيها الزراعة جدا التي تعرف بـ ( جُبَن ) ، وفي بعـــض المناطق تبعد الجبال عن البحر الأحمر وساحله كـ ( بن الغيرياد) في زيلع ، ولا تبعد عن محاذاة الساحل ، على الساحل مراســـــــــــــي طبيعية كثيرة يذكر عنها التاريخ شيئا لا بأس به عن علاقتها مع العالم الخارجي ، وهي المنطقة التي كانت تصدّر منها اللبان التـــي كانت أكثر البضائع شهرة وعالمية ، والخيرات الأخرى التي كانت تأتي من الأراضي الصومالية والقرن الأفريقي ، وتقع في البحر الأحمر المراسي التي كانت تصنع فيها السفن في عصر البونيين ، وعصور بعدها ، كـ ( بتيالوا ) القريبة من قندله ، ودُردُري ومريرة اللتان تقعان جنبي مدينة ( بوصاصوا ) ومَيط ، وفي هذه المناطق أودية كبيرة كثيرة الزراعة التي تصنع من أخشابها ألواح السفن. (1)
ومن أهم المدن المطلة على البحر الأحمر : هرجيسا ، برعو ، بربرة ، زيلع ، بوصاصوا ، لاسقوري ، علوله ، قندله .
[ 6 ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) موسوعة العلوم السياسية جـ 2 ص 1375
(1) مسلسل التاريخ الصومالي جـ 1 ص 11
المبحث الثاني : المحيط الهندي
- من رأس كامبوني إلى رأس عسير هي المحيط الهندي ، ومن أهم المدن المطلة على المحيط الهندي : مقديشوا ، كسمايوا ، مركه ، حافون ، جزر البايجون ، أيل ، وغيرها من المدن التي تطل على المحيط الهندي وفي مقدمتها مقديشوا نظرا لكونها عاصمة البـــلاد الرئيسية .
يمتاز المحيط الهندي بكونه رابطا بين الهند وسواحل أفريقيا الشرقية ومنها الصومال ، بينما البحر الأحمر يمتاز بربطه للصومـــــــــــــال بالعالم العربي والإسلامي ، وأيضا كونه ممرا للتجارة العالمية .
وللمحيط الهندي أودية وأنهار كثيرة تصبّ فيه ومنها نهر جوبا الذي سنتكلم عنه بالتفصيل في مطلب مستقل إن شاء الله ، وأنهــــــــار أخرى تنبع من الداخل من المرتفعات الصومالية في الغرب ، وتصبّ فيه .
المطلب الأول : نهر جوبا
يصب نهر جوبا على المحيط الهندي بكميات هائلة ، وهو مستمر طول السنة ، وله عدة روافــــد : منها نهر داوي ، نهر ويب ، ونهر جنانة ، ويفوق نهر شبيلي في كميات المياه التي ينقلها حيث تزيد على ثلاثة أمثال الكمية التي يحملها . (1)
نهر جوبا أقصر من نهر شبيلي من حيث الطول إذ يبلغ طوله نحو 1030 ميلا من منابعه بين خطي عرض 4 و 8 درجة شمال خط الإستواء غير أنه أعظم فائدة من حيث استغلال مياهه في الريّ . (2)
[ 7 ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الإنحرافات العقدية في المجتمع الصومالي ص 4
(2) الصراع الدولي والإقليمي ص 43
ولنهر جوبا ثلاثة روافد رئيسية هي وبي جيسترو ، ووادي دواناراما ، ووادي دوريا ، وهذه الروافد الثلاثة تتحد في فرع واحــــــــد رئيس عند بلدة دولوا ، وهي نقطة التقاء الحدود الصومالية مع الحبشة في العصر الحديث .
وتنتهي مياه نهر جوبا إلى المحيط الهندي ( شمال مدينة كسمايوا الحالية ) ، وأكبر اتساع لوادي جوبا يصل إلى 250 كيـــــلـــو متــر .
ولنهر جوبا فيضانان : أحدهما في الربيع وهو غزير المياه ، ويبدأ منذ أبريل إلى سيبتيمبر ، أما الموسم الثاني فهوالخريـــــف ويبــــــدأ منآخر سيبتيمبر وأكتوبر إلى أوائل نوفمبر ، ويبدأ في الإنخفاض تدريجيا إلى أن يجفّ تماما في شهري فبراير ومارس . (1)
وهناك أيضا أنهار تصبّ في المحيط الهندي منها :
نهر جعيل : الذي ينبع من جبال بوجر ، وطوله نحو 160 كيلو متر ، ويصبّ في شرق حافون .
نهر درور : ويعتبر أطول من نهر نجال ، وينبع من المرتفعات الشرقية في إقليم عيرجابو ، ويصب ّ في المحيط الهندي منها نــــــهر نجال ينبع من مرتفعات الشيخ ويصبّ في المحيط الهندي .
نهر تود : وينبع من شمال كوتن ، ويصبّ شمال بندر بيلا .
نهر بيو أوادي :يصبّ عند رأس حافون ، وله واد عميق خصب (2)
[ 8 ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الصراع الدولي والإقليمي ص 43
(2) المصدر السابق ص 43
الفصل الرابع :التقسيم الإداري للأقاليم الصومالية
المبحث الأول : تقسيم عام 1960
كانت البلاد مقسمة إلى ثمانية محافظات رئيسية هي :
الشمال الغربي : وكانت هذه المحافظة تشمل كلا من هرجيسا ( عاصمة المحافظة ) ، بورما ، بربرا ، زيلع .
الشرق: وكانت هذه المحافظة تشمل أيضا مدنا مختلفة منها بوصاصوا ( عاصمة المحافظة ) ، جرووي ، اسكوشوبن ، علوله ، قندله
توجطير : وكانت تشمل كلا من برعو ( عاصمة المحافظة ) ، لاسعانود ، عيرجابو ، بوهودلي ، لاسقوري .
مدق : وكانت تشمل جالكعيو ( عاصمة المحافظة ) ، جرِّيبن ، هوبيوا ، عيل طير ، عدادو ، طوسمريب ، عابدواق .
هيران : وكانت تشمل بلدوين ( عاصمة المحافظة ) ، بارطيري ، حُدُر ، دينسور ، لوق .
جوبا السفلى : وكانت تشمل كسمايوا ( عاصمة المحافظة ) ، جمامي ، أفمدوا ، بؤالي ، جلب . (1)
المبحث الثاني : تقسيم عام 1980
في هذا العام زيدت المحافظات بثماني محافظات أخرى ، وهي :
سناق : واقتطعت من محافظة توجطير ، وصارت عاصمتها عيرجابوا .
نجال : واقتطعت من محافظة الشرق وصارت عاصمتها جرووي .
جلجدود : واقتطعت من محافظة مدق وصارت عاصمتها طوسمريب .
شبيلي الوسطى : واقتطعت من محافظة بنادر وصارت عاصمتها جوهر .
[ 9 ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مذكرة المستوى الرابع ، دراسات صومالية
بكول : واقتطعت من محافظة باي وصارت عاصمتها حُدر .
جدوا : واقتطعت من محافظة باي أيضا جربهارّي .
جوبا الوسطى : واقتطعت من جوبا السفلى وصارت عاصمتها بؤالي .
وبذلك صارت 16 محافظة .
المبحث الثاني : تقسيم عام 1990
في هذا العام زيدت المحافظات في الصومال بمحافظتين إضافة إلى ما ذكرنا سابقا ، والمحافظتان هما :
سول : وقد اقتطعت من محافظة توجطير وصارت عاصمتها لاسعانود .
أودل : وقد اقتطعت من محافظة الشمال الغربي وصارت عاصمتها زيلع . (1)
وعلى هذا الشكل تكاملت 18 محافظة في الصومال قد مرّت على عدة تقسيمات وفي عدّة سنين كما ترى في هذه التقسيمات تقسيم كل من أعوام 1960 ، 1980 ، 1990
[ 10 ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مذكرة المستوى الرابع
الفصل الخامس : المناخ
يدخل الصومال ضمن الناطق الحارة في أفريقيا لمرور خط الإستواء في الجزء الجنوبي منه عند مدينة كسمايوا ، وعلى الرغم من ذلك فإن المناخ معتدل للغاية طول العام حيث لا تزيد فيه درجة الحرارة عن 32 درجة في المعدّل العام . (1)
يؤثّر في مناخ جمورية الصومال عدة عوامل من أهمها :
1- تعامد الشمس على جمهورية الصومال
2- توزيع اليابس والماء
3- كثافة الغطاء النباتي .
تتعامد الشمس على جمهورية الصومال مرتين في العام : الأولى في شهر أبريل والثانية في أوائل سيبتيمبر ، وتكون الأشعة عمودية على أراضي جمهورية الصومال في هاتين الفترتين ، ويؤدي ذلك إلى ارتفاع درجــــــة الحرارة ، ولا يلطــــــــف منها إلا الإرتفاع في بعض المناطق مثل جبال جولس ، وكذلك للموقع البحري والنباتي تأثيرهما الواضح في تعديل المناخ . (2)
المبحث الأول :الأمطار
تكثر الأمطار في الصومال بالمناطق الجنوبية والغربية ، وتقلّ تدريجيا كلما اتجهنا نحو الشرق حيث تسقط الأمطار في الجنوب بسبب الرياح الموسمية الغربية كما تهب الرياح الشمالية الغربية الجافة على المنطقة الشمالية الشرقية ، وتسقط أمطار خفيفة في الشتاء . (3)
تختلف كمية الأمطار الساقطة على أجزاء جمهورية الصومال المختلفة من حيث طول وتوزيع فصل المطر ، ومن حيث كمية الأمـطار.
إن أغزر فصول السنةمطرا هو فصل الربيع ، لكن للمطر قيمة أخرى أدنى نسبيا في فصل الخريف ، والملاحــظ بصفة عامة أن أغـزر أجزاء الصومال مطرا هي الأجزاء الجنوبية وأقلها مطرا هي الأجزاء الشمالية ، أي تتناقض كمية الأمطار كلما اتجهنا شمالا . (4)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [ 11 ]
(1) الإنحرافات العقدية في المجتمع الصومالي ص 4
(2) جغرافيا [ الصف الإعدادي الثاني ]
(3) الإنحرافات العقدية في المجتمع الصومالي ص 4
(4) جغرافيا [ الصف الإعدادي الثاني ]
على الرغم من أن خط الإستواء يمرّ بالأجزاء الجنوبية من الصومال إلا أنّ نصيبها من الأمطار قليل جدّا إذا ما قورنت بالدول الأخرى التي تقع على نفس درجات العرض في غرب أفريقيا . (1)
تختلف كمية الأمطار المتساقطة على الصومال من مكان وآخر ومن فترة إلى أخرى .
وللمواطنين في الصومال جداول للأمطار ، وعلى أساسها قسّم أهل الجنوب السنة إلى أبعة فصول هي :
1- جيلال : يبدأ من سيبتيمبر إلى مارس ، والرياح شمالية شرقية جافّة ، والحرارة ترتفع تدريجيا إلى أن تصل إلى 35 درجـــــة في شهر مارس .
2- جؤ : يبدأ من أبريل إلى آخر يونيو ، فيه تشتد الرياح .
3- حغاي : يبدأ من شهر يوليوا إلى شهر سيبتيمبر ، وفيه تكون الرياح موسمية جنوبية غربية ، والحرارة معتدلة .
4- دير : يبدأ من أكتوبر إلى ديسيمبر ، الرياح فيه موسمية شمالية شرقية .
ولأهل الشمال فصول مسائية على النحو التالي :
5- جؤ : يبدأ من أبريل إلى شهر يونيوا ، حار قليل الرياح .
6- كران : أغسطس وسيبتيمبر وأكتوبر ، خريف فيه موسمية جنوبية غربية .
7- دير : ويبدأ من شهر أكتوبر إلى سيبتيمبر ، الرياح فيه موسمية شمالية شرقية .
8- وحينا : يبدأ من شهر ديسيمبر .
9- هايس : يناير .
10- تودب : ويسمى جيلال فبراير ومارس .
11- فصل جاف : فيه تكون الرياح موسمية شمالية شرقية . (2)
المناخ حار رطب (3)
[ 12 ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الجغرافية الإقليمية للعالم الإسلامي ص 255
(2) الصراع الدولي والإقليمي ص 37 - 38
(3) منتديات الديار العربيه [ موقع إلكتروني ]
المبحث الثاني : الرطوبة
تعتبر الرطوبة من العناصر المناخية الهامة، وخاصة في المناطق الحارة ، إذ يؤدي ارتفاع نسبة الرطوبة في الجو إلى زيادة الشعور بوطأة الحرارة وعدم ملاءمة المناخ ، وتزداد الرطوبة بشكل ملحوظ في المناطق الساحلية ، وتنخفض في المناطق الداخلية ، وخاصة في المناطق المرتفعة . (1)
المبحث الثالث : درجة الحرارة
تتميز الحرارة بالتفاوت بين الأجزاء الساحلية والأجزاء الداخلية ، وكذلك الأجزاء المرتفعة والمنخفضة .
تعتبر جمهورية الصومال من أكثر جهات العالم حرارة على مدار السنة ، وخاصة في فصل الصيف ، غير أنه من المشاهَد انخفاض درجة الحرارة رغم وقوعها في المناطق المدارية ، وهذا نتاج غزارة الأمطار ، وكثافة الغطاء النباتي ، والمسطّحات المائية التي تحيـط جمهورية الصومال ، وكذلك الإرتفاع عن مستوى البحر . (2)
تعتبر درجة الحرارة من أهم العناصر المناخية التي لها تأثير على توزيع أنواع الحياة المختلفة على سطح الأرض ، ودرجـــــة الحرارة تختلف من منطقة إلى أخرى تبعا لموقع الإقليم بالنسبة لخطوط الطول والعرض وبالنسبة للغلائق المكانية والإرتفاع ، وبالنسبة للبعد أو القرب عن البحر وغير ذلك من العوامل . (3)
[ 13 ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جغرافيا [ الصف الإعدادي الثاني ]
(2) المصدر السابق
(3) الصراع الدولي والإقليمي ص 37 – 38
الخاتمة
المراجع والمصادر
1- مسلسل التاريخ الصومالي ، خالد ، [ كتاب مكتوب باللغة الصومالية ]
Taxanihii taariikhda soomaaliya
2- موسوعة العلوم السياسية ، المحرران : محمد محمود ربيع ، وإسماعيل صبري مقلد
3- الصراع الدولي والإقليمي ، اللواء على إسماعيل محمد 1990 – 1986
4- الإنحرافات العقدية في المجتمع الصومالي ، الدكتور عبد القادر محمد عبد الله [ رسالة دكتوراه ] ، 1419- 1998
5- ماذا يحدث في الصومال ، أحمد برخت ماح ، الطبعة الأولى ، 1988
6- بعض المذكرات والمقررات في المدارس والجامعات .
7- الجغرافية الإقليمية للعالم الإسلامي ، وزارة المعارف السعودية
8- موقع منتديات الديار العربية
الفهرس
الصفحة الموضوع
1 الفصل الأول : الموقع الجغرافي
1 - المبحث الأول : استراتيجية الموقع من الناحية السياسية
2 - المبحث الثاني : استراتيجية الموقع من الناحية الإقتصادية
3 الفصل الثاني : أهم الثروات الصومالية
3 - المبحث الأول : الثروة الحيوانية
3 - المبحث الثاني : الثروة الزراعية
4 - المبحث الثالث : الثروة السمكية
5 - المبحث الرابع : ثروات أخرى
6 الفصل الثالث : البحار والمحيطات
6 - المبحث الأول : البحر الأحمر
7 - المبحث الثاني : المحيط الهندي
7 - المطلب الأول : نهر جوبا
9 الفصل الرابع : التقسيم الإداري للأقاليم الصومالية
9 - المبحث الأول : تقسيم عام 1960
9 - المبحث الثاني : تقسيم عام 1980
الصفحة الموضوع
10 - المبحث الثالث : تقسيم عام 1990
11 الفصل الخامس : المناخ
11 - المبحث الأول : الأمطار
13 - المبحث الثاني : الرطوبة
13 - المبحث الثالث : درجة الحرارة
» آفات اللسان
» أضرار المخدرات
» الإفراج عن الشيخ رائد صلاح
» الإيدز ، أسبابه وعلاجه
» قصة صديق
» يوم الثلثاء !!!
» قصة ( طيهاثا )
» قصة اختراع الهاتف
» قصة اختراع السيارة